كتاب التخلف الاجتماعي مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور لـ د مصطفى حجازي
![]() |
كتاب التخلف الاجتماعي مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور لـ د مصطفى حجازي |
كتاب التخلف الاجتماعي مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور لـ د مصطفى حجازي
التخلّف الاجتماعي: مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور – قراءة في مرآة الذات العربية
🌟 مقدمة
تعرفت على النصوص التي تحاول تشريح واقعنا العربي، وقلّما وجدت عملًا يجرؤ على الغوص في أعماق النفس كما فعل الدكتور مصطفى حجازي في كتابه "التخلّف الاجتماعي: مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور". هذا الكتاب ليس مجرد دراسة أكاديمية، بل هو مرآة صادقة – وإن كانت قاسية – تعكس ملامح إنساننا العربي في ظل القهر والتخلّف، وتكشف كيف تتشكل شخصيته، وكيف يتفاعل مع بيئته، وكيف يمكن أن يتحرر.
🏛 خلفية المؤلف والكتاب
الدكتور مصطفى حجازي، عالم نفس لبناني، جمع بين التكوين الأكاديمي العميق والخبرة الميدانية، فكتب هذا العمل في سبعينيات القرن العشرين، في زمن كانت فيه المنطقة العربية تعيش هزات سياسية واجتماعية كبرى. الكتاب جاء كمحاولة لفهم "الإنسان المقهور"، ليس من منظور اقتصادي أو سياسي فقط، بل من منظور سيكولوجي اجتماعي، يربط بين البنية النفسية والبنية الاجتماعية.
📜 الفكرة المحورية
ينطلق حجازي من فرضية أن التخلّف الاجتماعي ليس مجرد تأخر في التنمية أو نقص في الموارد، بل هو حالة نفسية اجتماعية متكاملة، تتجسد في شخصية الإنسان المقهور. هذا الإنسان يعيش في "وضعية مأزقية"، يحاول من خلالها الحفاظ على توازنه النفسي في مواجهة قهر مزدوج:
- قهر الطبيعة: التي تفلت من سيطرته وتمارس عليه اعتباطها.
- قهر الإنسان: من خلال أنظمة اجتماعية وسياسية واقتصادية تفرض عليه الخضوع.
🔍 منهجية البحث
الكتاب يعتمد على الملاحظة والتحليل النفسي والاجتماعي للظواهر المعاشة، في إطار ما يسميه المؤلف بـ"علم النفس الاجتماعي العيادي". ورغم أن الدراسة لا تستند إلى أبحاث ميدانية كمية دقيقة، إلا أن المؤلف يوضح أن هدفه ليس الوصول إلى نتائج نهائية، بل تقديم مدخل نظري يفتح الطريق أمام أبحاث ميدانية لاحقة.
🧩 بنية الكتاب
الكتاب يتوزع على محاور رئيسية، يمكن تلخيصها في:
1. وضعية الإنسان المقهور
يصف المؤلف كيف يعيش الإنسان المقهور في حالة دائمة من التهديد، ما يجعله يطور آليات دفاعية نفسية، مثل:
- الاستكانة: قبول الواقع كما هو، ولو كان ظالمًا.
- الانسحاب: الهروب إلى الداخل أو إلى الماضي.
- التماهي مع المعتدي: تبني قيم القاهر وسلوكه.
2. دينامية القهر
القهر، في نظر حجازي، ليس حدثًا عابرًا، بل هو بنية مستمرة تنتج وتعيد إنتاج نفسها عبر الأجيال، من خلال التربية، والتعليم، والإعلام، والعلاقات الاجتماعية.
3. التخلّف كمنظومة
التخلّف ليس نقصًا في التكنولوجيا فقط، بل هو منظومة قيم وسلوكيات، مثل:
- الخضوع للسلطة دون مساءلة.
- غياب المبادرة الفردية.
- النزعة إلى الاتكالية.
- ضعف الثقة بالنفس.
4. سبل التحرر
يطرح المؤلف ملامح طريق للخروج من دائرة القهر، تبدأ بـ:
- الوعي بالذات: إدراك الإنسان لواقعه ولآليات القهر التي يخضع لها.
- التنظيم الجماعي: بناء مؤسسات مجتمعية قوية.
- التعليم النقدي: الذي يحرر العقل بدل أن يلقنه.
⚖️ بين النقد والبناء
الكتاب لا يكتفي بوصف الواقع، بل يسعى إلى تغييره. حجازي يدعو إلى التوقف عن إسقاط نماذج العالم الصناعي على واقعنا، لأن ذلك يؤدي إلى تعميمات خاطئة، ويخفي الواقع الحقيقي للإنسان العربي. بدلًا من ذلك، يجب دراسة هذا الإنسان في خصوصيته، وبناء استراتيجيات تنمية تنطلق من هذه الخصوصية.
🧠 قراءة نقدية
كقارئ خبر النصوص الفكرية، أرى أن قوة الكتاب تكمن في:
- الجرأة: مواجهة الذات بلا مجاملة.
- العمق: الربط بين النفسي والاجتماعي.
- المنهجية: تقديم إطار نظري يمكن البناء عليه.
لكن يمكن القول إن غياب الأبحاث الميدانية الدقيقة يترك بعض الفرضيات بحاجة إلى اختبار عملي، وهو ما أشار إليه المؤلف نفسه.
🌍 أثر الكتاب
منذ صدوره، أصبح الكتاب مرجعًا في علم النفس الاجتماعي العربي، وقرأه المثقفون والباحثون والطلاب، لأنه يقدم لغة لفهم الذات، ويمنح أدوات لتحليل السلوك الجمعي في مجتمعاتنا.
💡 الدروس المستفادة
بعد قراءة الكتاب، خرجت بعدة قناعات:
- أن التحرر يبدأ من الوعي بالذات.
- أن القهر ليس قدرًا محتومًا، بل منظومة يمكن تفكيكها.
- أن التنمية الحقيقية تحتاج إلى تغيير في البنية النفسية والاجتماعية، لا في البنية المادية فقط.
- أن دراسة الإنسان العربي يجب أن تنطلق من خصوصيته، لا من قوالب جاهزة.
📚 أسلوب المؤلف
لغة حجازي واضحة، لكنها عميقة، تمزج بين المصطلح العلمي والتحليل الأدبي، مما يجعل الكتاب في متناول القارئ العام والمتخصص على حد سواء. الأمثلة التي يستخدمها مأخوذة من الحياة اليومية، مما يمنح النصوص صدقية وقربًا من الواقع.
🌟 لماذا أنصح بقراءته؟
- لأنه يقدم فهمًا عميقًا لآليات التخلّف الاجتماعي.
- لأنه يربط بين الفرد والمجتمع في تحليل واحد.
- لأنه يفتح الباب أمام أبحاث ميدانية جادة.
- لأنه يضع القارئ أمام مرآة صادقة، حتى لو كانت قاسية.
📥 تحميل الكتاب
لمن يرغب في قراءة الكتاب كاملًا، يمكنكم تحميل "التخلّف الاجتماعي: مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور" عبر الرابط الامن ادناه.
إرسال تعليق
0 تعليقات