كتاب المنظمة الماسونية والحق الانساني
 |
| كتاب المنظمه الماسونيه والحق الانساني |
كتاب المنظمة الماسونية والحق الانساني
المنظمة الماسونية والحق الإنساني: قراءة قارئ مخضرم في دهاليز التنظيم السري
🌟 مقدمة
أنا أبحث عن الكتب التي لا تكتفي بسرد المعلومات، بل تكشف ما وراءها من سياقات تاريخية وفكرية، وتضع القارئ أمام أسئلة أكثر مما تقدم له من إجابات. وكتاب "المنظمة الماسونية والحق الإنساني" هو واحد من تلك الأعمال التي تفتح نافذة على عالم مغلق، محاط بالرموز والطقوس، ومثير للجدل منذ قرون.
ما يميز هذا الكتاب أنه – ولأول مرة – يأتي من داخل التنظيم نفسه، إذ كتبه عضو في منظمة ماسونية، وبموافقة من قياداتها، مما يمنحه مصداقية خاصة، وإن كانت هذه المصداقية مشروطة بحدود "الإطار المسموح" الذي لا يتجاوزه الكاتب.
🏛 الماسونية: شبكة متعددة الوجوه
يبدأ الكتاب بتوضيح أن "المنظمة الماسونية – الحق الإنساني" ليست الكيان الماسوني الوحيد، بل هي واحدة من عدة منظمات تحمل أسماء مختلفة مثل "الشرق الكبير" وغيرها، لكنها تشترك جميعًا في سمات أساسية:
- السرية في الاجتماعات والنشاطات واتخاذ القرارات.
- المساررة: أي تعليم المبادئ بالتدرج، مع طقوس قبول خاصة.
- التدرج الهرمي: حيث يترقى العضو عبر درجات محددة حتى يصل إلى مرتبة "المعلم الأكبر".
🧩 منظمة "الحق الإنساني": فرادة في المشهد الماسوني
الكتاب يوضح أن منظمة "الحق الإنساني" تأسست في أواخر القرن التاسع عشر، وتميزت عن غيرها من المحافل الماسونية بكونها مختلطة بين الرجال والنساء، في حين أن معظم المنظمات الأخرى كانت تفصل بين الجنسين، أو تخصص محافل مستقلة لكل منهما.
هذه الخطوة لم تكن شكلية، بل ارتبطت بنضال طويل الأمد لإحلال المساواة بين الرجل والمرأة، وهو ما جعل "الحق الإنساني" توصف أحيانًا بأنها "الشاذة" في الوسط الماسوني التقليدي.
🔍 الهيكلية والدرجات
يكشف الكتاب عن بعض تفاصيل الهيكل التنظيمي:
- 33 درجة هي مجموع الدرجات الماسونية، تبدأ من المبتدئ وتنتهي بالمعلم الأكبر.
- كل درجة لها طقوسها ورموزها ومعارفها الخاصة.
- القبول والترقية يتطلبان إجماع كبار الأعضاء، مما يعزز الطابع النخبوي للتنظيم.
🏛 الحضور في المجال العام
لا يكتفي الكتاب بالحديث عن البنية الداخلية، بل يعرض أيضًا مجالات النشاط الاجتماعي والسياسي التي انخرطت فيها منظمة "الحق الإنساني". ويشير إلى أن بعض الماسونيين – من منظمات مختلفة – وصلوا إلى مراكز سياسية عليا، مثل وزراء ومدراء عامين.
مثال لافت يورده الكتاب: في حكومة الرئيس الفرنسي فرنسوا ميتران عام 1992، التي ترأسها بيير بيريغوفوا، كان هناك 12 وزيرًا ماسونيًا. هذا الرقم يعكس حجم النفوذ الذي يمكن أن يمارسه التنظيم في الحياة السياسية.
⚖️ بين المثاليات والواقع
الماسونية ترفع شعارات الطهارة الأخلاقية، والعمل من أجل "الحق الإنساني"، لكن الكتاب لا يغفل الإشارة إلى أن بعض كبار الماسونيين ارتبطت أسماؤهم بملفات فساد ورشوة، بل ودخل بعضهم السجن. المبرر الذي ساقه هؤلاء كان "التضامن" مع إخوة لهم تورطوا في الفساد، وهو تضامن أوقعهم في المحظور.
هذه النقطة تكشف عن جانب مزدوج في الماسونية: التضامن الداخلي القوي، الذي يمكن أن يكون قوة للبناء أو أداة للتواطؤ.
🧠 فلسفة التضامن
التضامن بين الماسونيين ليس مجرد شعار، بل ممارسة عملية تشمل:
- المساعدة في شتى المجالات المهنية والشخصية.
- تبادل الخدمات والنفوذ.
- حماية الأعضاء عند تعرضهم لمشكلات.
هذا التضامن، كما يصفه الكتاب، هو أحد أسرار بقاء الماسونية قوية رغم الانتقادات والاتهامات.
🌍 الحضور في العالم العربي
الكتاب يذكر صراحة أنه لا توجد فروع لمنظمة "الحق الإنساني" في البلدان العربية، وفقًا للقوائم الرسمية. لكنه يلمح إلى وجود فروع لمنظمات ماسونية أخرى في المنطقة، ظهرت للعلن في مناسبات معينة.
💡 قراءة نقدية
كقارئ مخضرم، أرى أن قيمة هذا الكتاب تكمن في كونه شهادة من الداخل، لكنه في الوقت نفسه محكوم بسقف لا يتجاوزه الكاتب. فهو يكشف بعض الطقوس والبنى، لكنه يترك مساحات واسعة في الظل، ربما لأنها من "الأسرار" التي لا يُسمح بكشفها.
الكتاب يثير أسئلة أكثر مما يجيب:
- ما حدود تأثير الماسونية في القرارات السياسية الكبرى؟
- كيف توفق بين شعاراتها المثالية ووقائع الفساد التي طالت بعض أعضائها؟
- هل يمكن اعتبارها قوة تقدمية في قضايا مثل المساواة بين الجنسين، أم أن هذه القضايا مجرد واجهة؟
📚 أسلوب الكتاب
الكتاب مكتوب بأسلوب أكاديمي نسبيًا، لكنه لا يخلو من لمسات السرد الشخصي. المؤلف يوازن بين عرض المعلومات التاريخية والتنظيمية، وبين الإشارة إلى وقائع معاصرة، مما يجعله مناسبًا للقارئ الباحث عن المعرفة الموثقة، وللقارئ الفضولي الذي يريد أن يطل على عالم مغلق.
🌟 لماذا أنصح بقراءته؟
- لأنه يقدم منظورًا من الداخل عن تنظيم مثير للجدل.
- لأنه يربط بين البنية الداخلية والنفوذ الخارجي.
- لأنه يثير أسئلة نقدية حول العلاقة بين المثاليات والواقع.
- لأنه يسلط الضوء على فرع ماسوني فريد في موقفه من المساواة بين الجنسين.
📥 تحميل الكتاب
لمن يرغب في قراءة الكتاب كاملًا، يمكنكم تحميل "المنظمة الماسونية والحق الإنساني" عبر الرابط الامن ادناه.
إرسال تعليق
0 تعليقات