كتاب عالم رائع جديد

 عجوزا قبيحا, وضعيفا, الحق في المعاناة من الأمراض, الحق في أن يكون لدي القليل لآكله, الحق في أن أعيش في خوف دائم مما قد يحدث غدا, الحق في أن أقع فريسة للآلام من كل نوع, أنا أطالب بكل ذلك"

والاقتباس السابق يوضح رؤية الكاتب الذي يشعر بالاغتراب والتهديد من جراء تقدّم العلم والتكنولوجيا.

فيجسد لنا مخاوفه عبر الرواية, من خلال عالم يتطور فيه العلم ليأخذ شكل جديد من الأنظمة الشمولية, يوتوبيا علمية تمثل التهديد الأعظم لطبيعتنا البشرية

عالم لم نعد نلد فيه, ولم نعد نختار فيه أشغالنا أو طرق حياتنا.

الشخصيات مرسومة جيداً, بقليل القليل من الرمزية

***

الرواية مسلية, ولكنني أعتبرها أسخف محاولة لتوضيح مخاطر العلم على الإطلاق.

أنا أكره الشمولية أكثر من أي خطر آخر, ولا شيء عندي أقدس من الفردية. ولكن رد فعل الكاتب مبالغاً فيها أكثر من اللمسة الأدبية المعتادة للمبالغة.

وفي ظني أن عاطفة الكاتب نحو العلم ينبع جزء كبير منه, بسبب دعوات اليوجينيا (الاصطفاء الصناعي لسلالات البشر)التي كانت منتشرة آنذاك, ولتآكل الهراء الذي يقدّسه الصوفيين تحت مسمى الروحانيات, نتيجة نشر العلم للتفسيرات المادية للعالم.

فالكاتب هو أحد المتصوفة المحافظين, ويتجلى توجهه في الرواية عندما يزدري نظام تغيير الشريك الجنسي إذا وصلت العلاقة إلى حالة من الملل وعدم الانجذاب,

ويكمل بأنه لا حاجه لنا للراحة التي يقدمها العلم, فالحياة كالأحرار تستوجب الآلام -فالمازوخية أحد العناصر الرئيسية لهذا النوع من المتصوفة.

حمل الكتاب من هنا