كتاب عائد إلى حيفا
كتاب "عائد إلى حيفا" للكاتب الفلسطيني غسان كنفاني، وهو عمل أدبي يختزل مأساة وطن، ويحوّل الذاكرة إلى سلاح مقاومة:
🏠 عائد إلى حيفا: حين تصبح العودة مواجهة مع الذات
في عام 1967، وبعد نكسة حزيران، يُسمح للفلسطينيين بزيارة مدنهم التي هُجّروا منها عام 1948. في هذا السياق، يقرر سعيد وزوجته صفية العودة إلى مدينة حيفا، إلى البيت الذي أُجبروا على تركه قبل عشرين عامًا، وإلى الطفل الذي تركوه فيه... خالد.
لكن العودة ليست مجرد رحلة جغرافية، بل هي رحلة في الذاكرة، وفي الذنب، وفي الأسئلة التي لا إجابة لها. يجد الزوجان أن ابنهما خالد قد تبنّته عائلة يهودية، ونشأ على أنه إسرائيلي، بل جندي في الجيش. وهنا تبدأ المواجهة: بين الماضي والحاضر، بين الهوية والواقع، بين الحب والخيانة.
🔥 رواية قصيرة... لكنها تنفجر بالمعاني
غسان كنفاني لا يكتب رواية تقليدية، بل يُفجّر الأسئلة الكبرى: ما معنى الوطن؟ هل العودة ممكنة؟ هل الذنب يُغتفر؟ هل يمكن أن يكون ابنك عدوك؟ الرواية لا تعطي إجابات، بل تترك القارئ في حالة من التوتر الفكري والعاطفي.
الأسلوب بسيط، لكنه عميق. الحوار مشحون، والمشاهد قليلة لكنها مكثّفة. كل كلمة في الرواية تحمل وزنًا، وكل لحظة فيها تُشبه صفعة على وجه التاريخ.
✨ لماذا يجب أن تقرأ هذا الكتاب؟
- لأنه يُجسّد النكبة الفلسطينية بطريقة إنسانية مؤلمة.
- لأنه يُظهر كيف يمكن للهوية أن تُنتزع، وللذاكرة أن تُقاوم.
- لأنه يُجبرك على التفكير في معنى الانتماء، والخذلان، والاختيار.
📜 اقتباس لا يُنسى
"كان يجب ألا نخرج... كان يجب أن نموت هناك."
هذا السطر وحده يلخص وجع الفلسطيني الذي لم يختر الهروب، بل فُرض عليه، ثم حُكم عليه بالندم الأبدي.
"عائد إلى حيفا" ليست مجرد رواية، بل وثيقة أدبية سياسية، تُجسّد مأساة شعب، وتُعيد تعريف معنى العودة.
إرسال تعليق
0 تعليقات